أطول إدانة خاطئة لامرأة بأميركا.. الإفراج عن سيدة بعد 43 عامًا في السجن


 الإفراج عن ساندرا هيم بعد قضائها 43 عامًا في السجن بتهمة قتل لم ترتكبها يعد حالة استثنائية ومؤلمة في تاريخ العدالة الأمريكية. أدينت ساندرا هيم، التي تبلغ الآن 64 عامًا، بجريمة قتل عاملة المكتبة باتريشيا جيشكي في عام 1980، عندما كانت في سن العشرين، استنادًا إلى اعتراف تم الحصول عليه منها تحت تأثير الأدوية في مستشفى للأمراض النفسية. تم الحكم عليها بالسجن مدى الحياة بناءً على هذا الاعتراف فقط، دون وجود أدلة جنائية تربطها بالجريمة.

تفاصيل البراءة

في 14 يونيو، أصدر القاضي ريان هورسمان حكمًا من 118 صفحة ألغى فيه إدانة هيم. وجاء في الحكم أن الأدلة على براءتها كانت واضحة ولم تُعرض على فريق الدفاع في ذلك الوقت. كما أشار إلى أن الشرطة تجاهلت الأدلة التي تشير إلى تورط الضابط مايكل هولمان، الذي توفي في السجن في عام 2015 بعد إدانته بجريمة أخرى. وجد هولمان بحوزته ممتلكات تخص الضحية، مثل بطاقة ائتمان وأقراط ذهبية، وكان شاهده والد الضحية في مكان قريب من مسرح الجريمة يوم وقوعها.

الاعتراف تحت التخدير

تم استجواب ساندرا هيم عدة مرات تحت تأثير الأدوية المضادة للذهان ومهدئات قوية، مما جعلها غير قادرة على فهم ما يجري حولها. كانت تتلقى علاجًا نفسيًا منذ سن 12 عامًا، مما يجعل اعترافها تحت تلك الظروف غير موثوق به.

المراجعة القضائية

أكدت مراجعة هورسمان أن ساندرا هيم لم يكن لديها دافع لارتكاب الجريمة، ولم يكن هناك شهود يربطونها بالجريمة، وأن الأدلة الجنائية لم تربطها بالقتل. بعد الإفراج عنها، التقت بعائلتها في حديقة قريبة وتخطط لزيارة والدها المريض في المستشفى.

التكيف مع الحياة بعد السجن

أشار محامي الدفاع شون أوبراين إلى أن هيم ستحتاج إلى مساعدة كبيرة للتكيف مع الحياة خارج السجن، لأنها غير مؤهلة للحصول على مزايا الضمان الاجتماعي. سيستمر فريقها القانوني في العمل على تبرئة اسمها بالكامل، رغم إطلاق سراحها.

السياق الأوسع

تسلط هذه القضية الضوء على الأخطاء القضائية الخطيرة والتأثيرات السلبية التي يمكن أن تحدثها، خاصة عندما يتم الاعتماد على اعترافات غير موثوقة وأدلة غير كافية. كما تُبرز أهمية توفير الدعم للأشخاص الذين يثبت براءتهم بعد قضائهم فترات طويلة في السجن لضمان إعادة اندماجهم في المجتمع.

Post a Comment

أحدث أقدم