في عيد ميلادها التسعين، تبقى فيروز "جارة القمر" التي لا تتكرر، وأسطورة خالدة في وجدان الأجيال. صوتها العذب الذي عبر حدود الزمن والجغرافيا لا يزال رمزًا للأمل، للحنين، ولجمال لا يبهت.
منذ بدايتها مع الأخوين رحباني وحتى إبداعها الفردي، كانت فيروز صوتًا يروي قصصًا عن الوطن، الحب، السلام، والأحلام. أغنياتها مثل "زهرة المدائن"، "نسم علينا الهوى"، و"كيفك إنت" أصبحت جزءًا من الهوية الثقافية للعالم العربي، بل وللإنسانية جمعاء.
فيروز ليست مجرد مطربة؛ إنها حالة فنية استثنائية، ورمز نادر في عالم الإبداع. عبر عقود، ظلت محافظة على بساطتها وأصالتها، بعيدة عن الأضواء المفرطة، ليبقى صوتها هو النجم الوحيد الذي يضيء المشهد.
عيد ميلادها ليس مجرد احتفال، بل هو فرصة لتقدير إرثها الفني الذي سيبقى حيًا في قلوب الملايين. كل عام وجارة القمر بخير، ملهمة ومحفورة في الذاكرة كصوت النقاء والأصالة.
فيروز في عيد ميلادها التسعين ليست فقط رمزًا موسيقيًا، بل هي قصة عن العطاء الذي لا ينضب، وعن الفن الذي يتجاوز الزمن ليحيا في كل لحظة. إنها جارة القمر التي حملت بصوتها رسالة من الأرض إلى السماء، وكتبت بموهبتها تاريخًا موسيقيًا قلّ نظيره.
صوتها، الذي تغنّى بالحب والسلام والأوطان، لم يكن مجرد ألحان تُسمع، بل مشاعر تُحس. كل كلمة أدتها حملت معاني عميقة، وكل لحن كان بوابة لعالم من السحر والجمال. "زهرة المدائن"، "بكتب اسمك يا حبيبي"، و"أنا وشادي" ليست مجرد أغانٍ، بل إرث فني وثقافي خالد.
ما يجعل فيروز أسطورة لا تُنسى هو قدرتها على أن تكون صوت الناس جميعًا. هي صوت الحنين للمغتربين، وصوت الأمل للمكلومين، وصوت الوطن الذي لا يغيب عن القلوب. رغم أن الزمن يمضي، يبقى صوتها شابًا، يحمل نفس البريق والنقاء الذي عرفناه أول مرة.
إرسال تعليق