أقدم شاب تونسي يبلغ من العمر 26 عامًا على إضرام النار في جسده أمام مركز أمني في مدينة سوسة الساحلية، وذلك بعد خلاف مع عناصر الشرطة حول استرجاع مبلغ مالي محجوز في إطار محضر عدلي يتعلق بشبهة استهلاكه لمواد مخدرة. بعد مغادرته المركز، عاد الشاب وسكب مادة قابلة للاشتعال على جسده وأشعل النار، مما أدى إلى إصابته بحروق خطيرة استدعت نقله إلى المستشفى. أعقب الحادثة اضطرابات ليلية أمام مركز الشرطة، حيث قام مجموعة من الشباب بإثارة الشغب باستخدام شماريخ وزجاجات حارقة، وتم تفريقهم من قبل عناصر الأمن.
تُعيد هذه الحادثة إلى الأذهان واقعة البائع المتجول محمد البوعزيزي، الذي أضرم النار في نفسه في 17 ديسمبر 2010، مما أشعل شرارة الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي. منذ ذلك الحين، شهدت تونس عدة حوادث مشابهة، حيث أقدم أشخاص على إضرام النار في أنفسهم احتجاجًا على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، خاصة في المناطق الداخلية المهمشة.
في يناير الماضي، توفي رجل في وسط العاصمة تونس بعد إضرامه النار في نفسه وتوجهه نحو شرطي، مما دفع شرطيًا آخر إلى إطلاق النار عليه لحماية زميله. كما شهدت محافظة القيروان في أبريل الماضي حادثة مماثلة، حيث أضرم شاب النار في نفسه إثر خلاف مع عناصر الشرطة. وفي يوليو 2023، حاول شاب الانتحار بإضرام النار في نفسه في وسط العاصمة التونسية، مما تسبب له بحروق من الدرجة الثانية.
تعكس هذه الحوادث المتكررة حالة الاحتقان الاجتماعي والاقتصادي في تونس، وتسلط الضوء على التحديات التي تواجهها البلاد في معالجة قضايا الفقر والبطالة والتهميش.
إرسال تعليق