سيناريو الذوبان يتسارع.. تسجيل أكبر خسارة للكتلة الجليدية خلال سنوات

 


 تشير الدراسات الحديثة إلى تسارع ملحوظ في ذوبان الكتل الجليدية حول العالم، مما يشكل تهديدًا لتوازن المناخ العالمي. فقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة "نيتشر كلايمت تشينج" أن المناطق ذات الكتل الجليدية الكبيرة كانت المساهم الرئيسي في فقدان الكتلة الجليدية العالمية بين عامي 2000 و2023. فقد سجلت ولاية ألاسكا في الولايات المتحدة 22% من إجمالي الفقدان، والقطب الشمالي الكندي 20%، والأنهار الجليدية المحيطة بجزيرة غرينلاند 13%، وجبال الأنديز الجنوبية في أمريكا الجنوبية 10%. كما شهدت المناطق ذات المساحات الجليدية الأصغر نسبًا أعلى من فقدان الجليد مقارنةً بحجمها، حيث فقدت أوروبا الوسطى 39% من جليدها، تليها القوقاز بنسبة 35%، ونيوزيلندا بنسبة 29%، وأجزاء من آسيا بنسبة 23%.


وفي دراسة أخرى أجرتها اليونسكو، تبيّن أن الكتل الجليدية المدرجة في قائمة التراث العالمي تتراجع بوتيرة متسارعة، حيث تخسر 58 مليار طن من الجليد سنويًا، ما يعادل حجم المياه المستخدمة سنويًا في كل من فرنسا وإسبانيا مجتمعتين. وتتوقع الدراسة اختفاء الكتل الجليدية في ثلث المواقع بحلول عام 2050، ما لم يتم الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية مقارنة بدرجات الحرارة في حقبة ما قبل الثورة الصناعية.


وفي أوروبا، كشفت دراسة علمية حديثة أن معدل ذوبان الكتل الجليدية يتسارع على نحو خطير، حيث فقدت ما يعادل حجم ثلاثة ملاعب أولمبية كل ثانية. وسجلت الكتل الجليدية انحسارًا قياسيًا في أحجامها خلال عامي 2022 و2023، مع زيادة نسبة الذوبان بنسبة 36% خلال الفترة من 2012 إلى 2023 مقارنة بالفترة من 2000 إلى 2011.


هذه البيانات تسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات جذرية للحد من انبعاثات غازات الدفيئة والاستثمار في الحلول المعتمدة على الطبيعة، بهدف التخفيف من تغير المناخ ومساعدة السكان على التكيف مع تأثيراته.

Post a Comment

أحدث أقدم