طلبات هجرة إلى أستراليا.. طوق نجاة لسكان توفالو المهددة بالغرق
في ظل التهديد المتزايد من تغيّر المناخ وارتفاع منسوب مياه البحر، يعيش سكان دولة "توفالو" الواقعة في المحيط الهادئ حالة قلق وجودي. هذه الدولة الصغيرة، التي لا يتجاوز ارتفاع أراضيها 2 متر عن سطح البحر، تواجه خطر الغرق الكامل خلال العقود القادمة.
أكثر من ثلث السكان قدّموا طلبات للهجرة إلى أستراليا عبر تأشيرة جديدة مخصصة لضحايا التغير المناخي، أُنشئت بموجب اتفاقية ثنائية بين الدولتين. هذه التأشيرة تتيح لما يصل إلى 280 شخصًا سنويًا الانتقال والإقامة الدائمة في أستراليا. ومع ذلك، الإقبال الكثيف على هذه الفرصة جعل عدد الطلبات يتجاوز الألف، ما يدل على مدى خوف السكان من اختفاء وطنهم.
أبرز النقاط:
توفالو تُعد من أكثر الدول عرضة للغرق بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر.
الدولة وقّعت اتفاقية مع أستراليا تمنح تأشيرات "هجرة مناخية" لعدد محدود سنويًا.
تم تقديم أكثر من 4,000 طلب هجرة حتى الآن، أي أكثر من ثلث سكان توفالو.
السكان منقسمون: البعض يسعى للنجاة بالهجرة، وآخرون يتمسكون بالبقاء للحفاظ على ثقافتهم وهويتهم.
الحكومة التوفالية تعمل في المقابل على مشاريع للتمدد اليابسي وتطوير "دولة رقمية" لحفظ كيانها إذا غرقت فعليًا.
🇹🇻 ما الذي يحدث في توفالو؟
توفالو هي أرخبيل مكون من 9 جزر مرجانية صغيرة في المحيط الهادئ، ويبلغ عدد سكانها نحو 11,000 نسمة. تعاني من أعلى مستويات التهديد المناخي في العالم بسبب:
ارتفاع مستوى البحر بمعدل حوالي 4 ملم سنويًا.
تآكل السواحل وملوحة المياه الجوفية.
الفيضانات المستمرة والمد البحري العالي، الذي بات يغمر أجزاء من العاصمة.
بحلول عام 2050، تتوقع دراسات أن تكون نصف العاصمة فونا فوتي مغمورة يوميًا بمياه البحر.
🇦🇺 ما هي التأشيرة الجديدة لأستراليا؟
بموجب اتفاقية أسترالية-توفالية تاريخية وُقعت في نوفمبر 2023، أطلقت أستراليا تأشيرة "الهجرة المناخية" التي تتضمن:
280 تأشيرة إقامة دائمة تُمنح كل عام لسكان توفالو.
تشمل مقدم الطلب وأفراد عائلته.
يُختار المترشحون عبر قرعة سنوية بسبب كثرة الطلبات.
يستمر باب التسجيل حتى 18 يوليو 2025.
توفر التأشيرة للمقبولين: حق العمل، الرعاية الصحية، والتعليم في أستراليا.
🧠 ما التحديات التي تواجه الدولة؟
1. الخطر على الهوية الوطنية
إذا غرق الأرخبيل، ستصبح توفالو أول دولة في العالم تفقد أراضيها بشكل كامل.
الحكومة تعمل على مشروع "توفالو الرقمية" لإنشاء نسخة افتراضية من الدولة تحفظ تراثها ومؤسساتها.
2. هجرة الكفاءات
الشباب وأصحاب المهارات هم أول من يسعى للهجرة، مما قد يؤدي إلى نزيف بشري يضعف الدولة المتبقية.
3. المقاومة الثقافية
بعض السكان يرفضون الرحيل، ويعتبرون البقاء موقفًا سياديًا وروحيًا في مواجهة تغيّر المناخ.
🌍 هل توفالو حالة فريدة؟
لا. هناك دول جزرية أخرى تواجه المصير نفسه:
جزر كيريباتي وجزر مارشال.
المالديف في المحيط الهندي.
أجزاء من بنغلادش وفيجي تتعرض لتهديدات مماثلة.
لكن توفالو هي الأكثر تقدمًا من حيث التحضير للزوال الجغرافي الكامل.
🧭 الخلاصة:
توفالو ليست فقط في مواجهة كارثة مناخية، بل معركة للحفاظ على الوجود الثقافي والسياسي. الهجرة إلى أستراليا تمثل طوق نجاة مادي، لكنها ليست حلاً وجوديًا بالكامل.
إرسال تعليق