بدت فرحة ومتحمسة.. فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة تشارك بسباق في الجزائر

 


بدت الفتاة في غاية السعادة والحماس، وكأنها تعيش لحظة انتظرتها طويلاً. في أحد السباقات الرياضية المنظمة في الجزائر، لفتت مشاركتها الأنظار منذ اللحظات الأولى؛ ابتسامتها الواسعة، وتركّزها على المسار، والطاقة الإيجابية التي كانت تنقلها لكل من حولها.

كانت هذه المشاركة بالنسبة لها أكثر من مجرد سباق. كانت رسالة قوة، وإثباتاً لقدرتها على تجاوز التحديات اليومية التي تواجهها كفتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة. رافقها تشجيع حار من العائلة والجمهور، حيث تعالت الهتافات كلما تقدّمت خطوة، مما زادها إصراراً ورغبة في الوصول إلى خط النهاية.

منظمو السباق أكدوا أن الهدف من هذه الفعاليات هو دمج الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة في مختلف الأنشطة الرياضية، وإظهار إمكانياتهم الكبيرة عندما تتوفر لهم الفرص والبيئة المناسبة. وقد ساهم حضور هذه الفتاة في إضفاء روح مميزة على الحدث، إذ أصبحت مثالاً للثقة والشجاعة، وأثبتت أن الإرادة يمكنها أن تتغلب على أي عقبة.

عند وصولها إلى خط النهاية، انفجرت التصفيقات وارتفعت الزغاريد، وظهرت على وجهها ملامح فرح لا تُقدّر بثمن. كان ذلك انتصاراً شخصياً لها، ورسالة مؤثرة للجمهور بأن الرياضة ليست مجرد منافسة، بل مساحة للاحتواء، والتشجيع، والاحتفال بالإنجازات الإنسانية مهما كانت بسيطة في نظر البعض.

عندما أعطيت إشارة الانطلاق، اندفعت الفتاة بخطوات مدروسة، لكن مليئة بالإرادة. كان واضحاً أنها تعرف أن السرعة ليست كل شيء، وأن الاستمرار هو مفتاح الوصول. ومع كل خطوة كانت تقطعها، كانت نظرات الجمهور تمتزج بالإعجاب والدهشة، فمشاهد كهذه لا تجسد مجرد مشاركة رياضية، بل انتصاراً على قيود المجتمع وعلى الأفكار المسبقة.

خلال المسار، كان بعض المتطوعين على الجانبين يحيونها بتصفيقات وإيماءات تشجيع، وهي تردّ بابتسامة رغم الجهد. أطفال صغار كانوا يصرخون باسمها رغم أنهم لا يعرفونها، لكنهم شعروا بدافع فطري لتشجيعها. أحدهم قال لوالدته: "ماما، أريد أن أكون مثلها"، في لحظة عفوية لخصت قيمة تأثيرها.

ومع اقترابها من خط النهاية، ارتفعت الأصوات ووقف الجمهور احتراماً لها. بدا عليها الإرهاق، لكن إصرارها كان أقوى من التعب. حاولت أن تسرّع خطاها في المترات الأخيرة، وكأنها تريد أن تقول للعالم إن الوصول ليس كافياً… بل يجب أن تصل بقوة.

عندما اجتازت خط النهاية، لم تستطع تمالك دموعها. كانت دموع فرح وفخر وارتياح واعتراف داخلي بأنها حققت ما كانت تحلم به. احتضنتها والدتها بقوة، فيما صافحها المدرب وقال لها: "لقد أثبتِّ لكل من يشكّ في قدراته أنه يستطيع."

التقطت وسائل الإعلام صوراً لها، وانتشرت على مواقع التواصل بسرعة، وكتب كثيرون تعليقات مفعمة بالإعجاب. أشادوا بشجاعتها، وبأهمية هذه الفعاليات التي تمنح الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة فرصة لإظهار إمكانياتهم الهائلة.

تحوّلت مشاركتها في ذلك اليوم إلى قصة ملهمة، ليس فقط لها، بل لكل من تابعها. قصة تقول إن القوة الحقيقية ليست في الجسد، بل في القلب. وأن الطريق إلى النجاح يبدأ بخطوة… مهما كانت صعبة، ومهما تأخرت، المهم أن تكون مليئة بالإيمان بالنفس.

Post a Comment

أحدث أقدم