في موقف نبيل يعكس أسمى معاني العفو والتسامح، أعلن الشيخ عيضة بن جابر السويعدي السفياني، من مدينة الطائف في المملكة العربية السعودية، تنازله الكامل عن قاتل ابنه عبدالمحسن السويعدي دون شرط أو مقابل، مكتفيًا بطلب الأجر والثواب من الله.
وقعت الحادثة في أول ليالي رمضان 1446هـ، إثر خلاف انتهى بفقدان الشاب عبدالمحسن. وبعد مرور 24 ساعة فقط، وفي أجواء الحزن والفقد، اتخذت الأسرة قرارًا استثنائيًا داخل مقر العزاء، معلنين العفو التام عن القاتل، ليضربوا أروع الأمثلة في التسامح الذي يرسّخ قيم الأخوّة والترابط بين أبناء الوطن.
وقد لقي هذا الموقف إشادة واسعة بين أهالي محافظة الطائف، الذين دعوا الله أن يتغمّد الفقيد برحمته، وأن يجزي ذويه خير الجزاء على هذا العطاء النبيل، الذي جسّد روح شهر الرحمة والمغفرة.
يُذكر أن القانون السعودي يعاقب على جريمة القتل بإحدى العقوبات التالية: القتل قصاصًا أو السجن أو الدية، وفقًا لظروف كل حالة، ما بين القتل العمد أو شبه العمد أو القتل عن طريق الخطأ. ورغم كفالة القانون لتلك العقوبة، فإن والد القتيل وأخاه فاجآ المعزين في ثاني أيام العزاء بإعلانهم العفو عن قاتل نجلهم.
ولا يعني عفو أهل القتيل تبرئة المتهم كليًا، حيث لا يزال هناك الحقُّ العام، الذي لا يسقط بتنازل أولياء الدم. وقد أوصى مجلس القضاء الأعلى في السعودية عام 2016 بالسجن خمس سنوات للقاتل المتعمد، وثلاث سنواتٍ للقاتل شبه المتعمد في حال تنازل أهل القتيل.
إرسال تعليق