إصرار نتنياهو على خطته تجاه غزة يمكن فهمه من خلال ثلاثة محاور مترابطة:
1. اعتبارات سياسية داخلية
نتنياهو يواجه ضغوطًا كبيرة من المعارضة ومن الشارع الإسرائيلي بسبب ملفات الفساد وسوء إدارة الأزمات، ويرى أن استمرار الحرب يمنحه فرصة للبقاء في الحكم أطول فترة ممكنة.
يعتمد على ائتلاف حكومي يميني متشدد، وأي تراجع عن النهج العسكري قد يؤدي لانهياره، خاصة مع وزراء يرفضون أي تسوية لا تحقق "نصرًا كاملاً".
2. أهداف عسكرية واستراتيجية
يسعى لتدمير البنية العسكرية والتنظيمية لحماس وتقليص قدرتها على الحكم في غزة.
يراهن على أن العمليات الميدانية الواسعة تفرض على المفاوضات شروطًا إسرائيلية أقسى، خاصة فيما يتعلق بالأسرى وتأمين حدود إسرائيل.
3. حسابات خارجية وإقليمية
يريد إرسال رسالة للقوى الإقليمية بأن إسرائيل مستعدة للذهاب حتى النهاية، مما يعزز موقعها التفاوضي لاحقًا.
رغم الضغوط الدولية، يعتمد على استمرار الدعم الأميركي، ولو مع تحفظات، مما يمنحه هامش مناورة أكبر.
الخلاصة:
نتنياهو لا يتعامل مع غزة باعتبارها فقط ساحة حرب أو تفاوض، بل كأداة سياسية لبقائه في الحكم، وورقة ضغط عسكرية ودبلوماسية في الوقت نفسه، مع رهان على أن الميدان سيحدد شكل أي اتفاق مستقبلي.
إرسال تعليق