"ثغرات وعجز رقابي".. ارتفاع الاعتداءات الجنسية في حضانات أستراليا

 

🧩 خلفية عامة

كشفت تحقيقات إعلامية حديثة في أستراليا عن ارتفاع مقلق في حالات الاعتداءات الجنسية التي يتعرض لها الأطفال داخل دور الحضانة ومراكز رعاية الطفولة المبكرة، سواء في المؤسسات العامة أو الخاصة.
وقد سلطت هذه التحقيقات الضوء على نظام رقابة يعاني من ضعف وتشظٍ إداري سمح بوقوع انتهاكات كان يمكن تفاديها.


📈 الحقائق الأساسية

  • تم تسجيل عشرات القضايا ضد عاملين في دور حضانة أسترالية بتهم تتعلق بالاعتداء الجنسي أو السلوك غير اللائق تجاه الأطفال.

  • معظم الضحايا هم أطفال دون سن الخامسة، أي في عمر لا يسمح لهم بالتعبير أو التبليغ عن الانتهاك.

  • بعض المتهمين سبق أن وُجهت ضدهم شبهات أو تحذيرات سابقة، لكن السلطات أو إدارات المؤسسات لم تتخذ إجراءات كافية لمنعهم من الاستمرار في العمل.


⚠️ الثغرات الرقابية والنظامية

أظهرت التحقيقات وجود قصور واضح في آليات الإشراف والتوظيف داخل قطاع رعاية الأطفال في أستراليا، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:

  1. ضعف التحقق من الخلفيات الجنائية للعاملين، إذ تمكّن بعض المدانين سابقًا من العودة للعمل مع الأطفال.

  2. انعدام التنسيق بين الولايات الأسترالية، حيث يملك كل إقليم نظامًا خاصًا به، مما يسمح للمعتدين بالتنقل بين المناطق دون اكتشاف سجلهم السابق.

  3. غياب المتابعة الداخلية في بعض دور الحضانة، إذ يتم تجاهل أو تأخير التبليغ عن حالات الاشتباه أو السلوكيات المريبة.

  4. نقص التدريب والتوعية لدى العاملين حول كيفية التعرف على علامات الاعتداء وطرق الإبلاغ.

  5. رقابة شكلية محدودة، فعمليات التفتيش غالبًا ما تقتصر على الجوانب الإدارية دون تقييم فعلي لمستوى الأمان والرعاية.


👶 النتائج والتداعيات

  • أدت هذه الثغرات إلى تراجع ثقة الأهالي في مؤسسات رعاية الأطفال، وارتفاع القلق العام بشأن سلامة الصغار.

  • منظمات حماية الطفولة نددت بما وصفته بـ «ثقافة الصمت» التي تسود بعض المؤسسات، حيث يتم تفضيل حماية السمعة على حساب حماية الأطفال.

  • الضحايا، ومعظمهم من الأطفال الصغار جدًا، يعانون من آثار نفسية عميقة وطويلة الأمد نتيجة لما تعرضوا له.


🛠️ الإصلاحات المقترحة

طالبت منظمات المجتمع المدني وخبراء التربية والحكومة الفيدرالية باتخاذ سلسلة من الإجراءات العاجلة، من أبرزها:

  1. إنشاء نظام وطني موحد للتحقق من أهلية العاملين في رعاية الأطفال وتبادل المعلومات بين جميع الولايات.

  2. فرض الإبلاغ الفوري عن أي شبهة أو واقعة خلال 24 ساعة كحد أقصى.

  3. إلزام جميع العاملين بالتدريب المتخصص في مجالات حماية الطفل والإسعاف النفسي والتبليغ القانوني.

  4. تكثيف الرقابة والمراقبة الميدانية، مع زيارات تفتيشية مفاجئة وتقييمات دورية لمعايير الأمان.

  5. إطلاق حملات توعوية وطنية لتشجيع الأهالي والموظفين على الإبلاغ عن أي سلوك مشبوه دون خوف أو تردد.


🧭 خلاصة

تؤكد هذه القضية أن قطاع رعاية الطفولة في أستراليا يواجه أزمة ثقة وهيكلية عميقة، وأن حماية الأطفال لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال إصلاح جذري للنظام الرقابي والتشريعي، وتغيير الثقافة السائدة داخل المؤسسات نحو الشفافية والمساءلة بدل الصمت والتستر.

Post a Comment

أحدث أقدم