صدمة في الجزائر.. أطفال يسرقون سوقًا للهواتف ويتوعدون بتكرار فعلتهم

 


 


أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل صدمة واسعة في الجزائر، بعدما ظهر أطفال صغار وهم يعلنون مشاركتهم في سرقة سوق للهواتف النقالة، مع توجيه تهديدات بتكرار العملية. المشاهد فجّرت موجة غضب واستنكار، وأعادت إلى الواجهة نقاشًا حادًا حول تفشي جنوح الأحداث، ودور الأسرة، وتأثير المحتوى الرقمي في تطبيع العنف والسرقة بين القاصرين، إضافة إلى جدل حول سبل الردع والإصلاح في مثل هذه القضاي

تعيش الأوساط الجزائرية حالة من الصدمة والاستياء بعد انتشار مقطع فيديو يظهر أطفالًا قُصّرًا وهم يتباهون بسرقة سوق للهواتف النقالة، بل ويطلقون عبارات تهديد بتكرار فعلتهم دون خوف أو تردد. المشاهد أثارت غضبًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ليس فقط بسبب الجريمة نفسها، بل بسبب الجرأة غير المسبوقة في توثيقها والتفاخر بها علنًا.

الحادثة أعادت إلى الواجهة ملف جنوح الأحداث وتراجع منظومة القيم لدى بعض الفئات العمرية الصغيرة، في ظل تأثيرات متعددة، أبرزها التفكك الأسري، والضغط الاجتماعي، وتأثير منصات التواصل التي تحوّل أحيانًا السلوك الإجرامي إلى وسيلة للفت الانتباه وتحقيق “الشهرة”.

ويرى متابعون أن خطورة ما حدث لا تكمن في الخسائر المادية فقط، بل في تطبيع السرقة والعنف لدى الأطفال، وتحويل الجريمة إلى فعل عادي أو حتى “بطولي” في نظر البعض، خاصة عندما يُقابل بالتفاعل والمشاهدات بدل الرفض الصريح.

في المقابل، فتح الفيديو نقاشًا حادًا حول دور الأسرة والمدرسة والمؤسسات التربوية في المتابعة والتوجيه، وحول مدى فعالية الإجراءات الحالية في التعامل مع القاصرين المتورطين في مثل هذه الأفعال. كما طالب كثيرون بتعزيز برامج الوقاية، والدعم النفسي والاجتماعي، بدل الاكتفاء بالمعالجة الأمنية بعد وقوع الضرر.

القضية تطرح سؤالًا أعمق:
كيف يمكن حماية الأطفال من الانزلاق المبكر نحو الجريمة؟
وكيف يمكن للمجتمع أن يوازن بين المساءلة وإعادة التأهيل، لضمان عدم تحول هذه الحوادث إلى ظاهرة متكررة تهدد الأمن الاجتماعي؟

حادثة واحدة كانت كافية لإشعال نقاش وطني واسع… لكن التحدي الحقيقي يبقى في ما بعد الصدمة، وفي القدرة على تحويل الغضب إلى حلول واقعية ومستدامة.

Post a Comment

أحدث أقدم